تحميل كتاب الأعمال الشعرية الكاملة المجلد الثانى pdf 1988م - 1443هـ لقد ترك لنا شوقي تراثا شعريا ونثريا بما في ذلك مسرحياته الشعرية والنثرية، وقصصاً ألفها في بداية حياته، ونثراً أخذت عباراته شكل السجع. من هذه الآثار ديوانه "الشوقيات" الذى يقع في أربعة أجزاء. تمّ عرضه عرضاً يتسق بمكانة الشعر والشاعر، عرضاً يُعنى بتبويبه وتقسيمه وتنسيقه، وضبط كلماته، وشرح مفرداته، والتعريف بأعلامه، وتحديد البحر العروضي الذي آثره الشاعر لقصيدته. إلى جانب ذلك ضمّ الديوان دراسة مستفيضة حول الشاعر شملت جوانب حياته ولمحة عن مؤلفاته وآثاره الشعرية والنثرية. رَكَزوا رُفاتَكَ في الرِمالِ لِواءَيَستَنهِضُ الوادي صَباحَ مَساءَ يا وَيحَهُم نَصَبوا مَناراً مِن دَمٍتوحي إِلى جيلِ الغَدِ البَغضاءَ ما ضَرَّ لَو جَعَلوا العَلاقَةَ في غَدٍبَينَ الشُعوبِ مَوَدَّةً وَإِخاءَ جُرحٌ يَصيحُ عَلى المَدى وَضَحِيَّةٌتَتَلَمَّسُ الحُرِّيَةَ الحَمراءَ يا أَيُّها السَيفُ المُجَرَّدُ بِالفَلايَكسو السُيوفَ عَلى الزَمانِ مَضاءَ تِلكَ الصَحاري غِمدُ كُلِّ مُهَنَّدٍأَبلى فَأَحسَنَ في العَدُوِّ بَلاءَ وَقُبورُ مَوتى مِن شَبابِ أُمَيَّةٍوَكُهولِهِم لَم يَبرَحوا أَحياءَ لَو لاذَ بِالجَوزاءِ مِنهُم مَعقِلٌدَخَلوا عَلى أَبراجِها الجَوزاءَ فَتَحوا الشَمالَ سُهولَهُ وَجِبالَهُوَتَوَغَّلوا فَاِستَعمَروا الخَضراءَ وَبَنَوا حَضارَتَهُم فَطاوَلَ رُكنُهادارَ السَلامِ وَجِلَّقَ الشَمّاءَ خُيِّرتَ فَاِختَرتَ المَبيتَ عَلى الطَوىلَم تَبنِ جاهاً أَو تَلُمَّ ثَراءَ إِنَّ البُطولَةَ أَن تَموتَ مِن الظَمالَيسَ البُطولَةُ أَن تَعُبَّ الماءَ إِفريقيا مَهدُ الأُسودِ وَلَحدُهاضَجَّت عَلَيكَ أَراجِلاً وَنِساءَ وَالمُسلِمونَ عَلى اِختِلافِ دِيارِهِملا يَملُكونَ مَعَ المُصابِ عَزاءَ وَالجاهِلِيَّةُ مِن وَراءِ قُبورِهِميَبكونَ زيدَ الخَيلِ وَالفَلحاءَ في ذِمَّةِ اللَهِ الكَريمِ وَحِفظِهِجَسَدٌ بِبُرقَةَ وُسِّدَ الصَحراءَ لَم تُبقِ مِنهُ رَحى الوَقائِعِ أَعظُماًتَبلى وَلَم تُبقِ الرِماحُ دِماءَ كَرُفاتِ نَسرٍ أَو بَقِيَّةِ ضَيغَمٍباتا وَراءَ السافِياتِ هَباءَ بَطَلُ البَداوَةِ لَم يَكُن يَغزو عَلىتَنَكٍ وَلَم يَكُ يَركَبُ الأَجواءَ لَكِن أَخو خَيلٍ حَمى صَهَواتِهاوَأَدارَ مِن أَعرافِها الهَيجاءَ لَبّى قَضاءَ الأَرضِ أَمسِ بِمُهجَةٍلَم تَخشَ إِلّا لِلسَماءِ قَضاءَ وافاهُ مَرفوعَ الجَبينِ كَأَنَّهُسُقراطُ جَرَّ إِلى القُضاةِ رِداءَ شَيخٌ تَمالَكَ سِنَّهُ لَم يَنفَجِركَالطِفلِ مِن خَوفِ العِقابِ بُكاءَ وَأَخو أُمورٍ عاشَ في سَرّائِهافَتَغَيَّرَت فَتَوَقَّعَ الضَرّاءَ الأُسدُ تَزأَرُ في الحَديدِ وَلَن تَرىفي السِجنِ ضِرغاماً بَكى اِستِخذاءَ وَأَتى الأَسيرُ يَجُرُّ ثِقلَ حَديدِهِأَسَدٌ يُجَرِّرُ حَيَّةً رَقطاءَ عَضَّت بِساقَيهِ القُيودُ فَلَم يَنُؤوَمَشَت بِهَيكَلِهِ السُنونَ فَناءَ تِسعونَ لَو رَكِبَت مَناكِبَ شاهِقٍلَتَرَجَّلَت هَضَباتُهُ إِعياءَ خَفِيَت عَنِ القاضي وَفاتَ نَصيبُهامِن رِفقِ جُندٍ قادَةً نُبَلاءَ وَالسُنُّ تَعصِفُ كُلَّ قَلبِ مُهَذَّبٍعَرَفَ الجُدودَ وَأَدرَكَ الآباءَ دَفَعوا إِلى الجَلّادِ أَغلَبَ ماجِداًيَأسو الجِراحَ وَيُعَتِقُ الأُسَراءَ وَيُشاطِرُ الأَقرانَ ذُخرَ سِلاحِهِوَيَصُفُّ حَولَ خِوانِهِ الأَعداءَ وَتَخَيَّروا الحَبلَ المَهينَ مَنِيَّةًلِلَّيثِ يَلفِظُ حَولَهُ الحَوباءَ حَرَموا المَماتَ عَلى الصَوارِمِ وَالقَنامَن كانَ يُعطي الطَعنَةَ النَجلاءَ إِنّي رَأَيتُ يَدَ الحَضارَةِ أولِعَتبِالحَقِّ هَدماً تارَةً وَبِناءَ شَرَعَت حُقوقَ الناسِ في أَوطانِهِمإِلّا أُباةَ الضَيمِ وَالضُعَفاءَ يا أَيُّها الشَعبُ القَريبُ أَسامِعٌفَأَصوغُ في عُمَرَ الشَهيدِ رِثاءَ أَم أَلجَمَت فاكَ الخُطوبُ وَحَرَّمَتأُذنَيكَ حينَ تُخاطَبُ الإِصغاءَ ذَهَبَ الزَعيمُ وَأَنتَ باقٍ خالِدٌفَاِنقُد رِجالَكَ وَاِختَرِ الزُعَماءَ وَأَرِح شُيوخَكَ مِن تَكاليفِ الوَغىوَاِحمِل عَلى فِتيانِكَ الأَعباءَ .
عرض المزيد