تحميل كتاب 10 10 لمن فاته الحج هذا العام pdf نبذه عن الكتاب: النفوس المؤمنة تتوق إلى الحج، لما جعل الله في القلوب من الحنين إلى بيت الله الحرام، تهواه القلوب، وتشتاق له النفوس، ولما كان كثير من الناس يعجز عن بلوغ هذا المراد، خاصة في هذه الأيام، نجد من رحمة الله -سبحانه وتعالى- أنه شرع لعباده أعمالاً يسيرة، تبلغ في أجرها أجر الحج، فيعتاض بذلك العاجزون عن أداء الحج والعمرة، أعمال إن عملها المسلم بإخلاص، وهو في بلده، دون جوازات، ودون تأشيرات، بعيدًا عن استغلال شركات السياحة التي اتخذت من الحج تجارة رابحة، لدرجة أنهم أسموه سياحة دينية، وأصبح أمر الحج من الصعوبة بمكان بحيث لا يستطيع أداءه إلا القليل. نسأل الله -عز وجل- أن يهدي المسؤولين عن تنظيم أمور الحج إلى سواء السبيل، أو أن يبدلنا بهم خيرًا منهم، ويريح منهم العباد. فموضوعنا اليوم إذًا هو رسالة إلى من فاته الحج هذا العام، رسالة تذكرة، تذكر المسلم ببعض الأعمال التي يمكن أن يعملها، ويحصِّل من ورائها أجورًا تماثل أو تساوي أجر الحج والعمرة، إلى أن يمن الله عليه بزيارة بيته الحرام. ولكي نعرف قيمة هذه الأعمال، التي قد يستصغرها أو يستهين بها كثير من الناس، نذكـّر أولاً بما للحج والعمرة من ثواب؛ حتى ندرك قيمة هذه الأعمال. أولاً: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه". وفي رواية: "غفر له ما تقدم من ذنبه". إذًا فالحج طبقًا لهذا يغسل المسلم من ذنوبه السابقات، سواء الصغائر منها والكبائر والتبعات، فيرجع من حجه عاريًا من الذنوب كيوم ولدته أمه، أي صار مشابهًا لنفسه في البراءة من الذنوب كيوم خرج من بطن أمه. ثانيًا: وفى سنن النسائي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "العمرة إلى العمرة كفارةٌ لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة". فهذا ظاهر في فضيلة العمرة، وأنها مكفرة للخطايا الواقعة بين العمرتين، وأن الحج المبرور -وهو الحج المقبول، وهو الذي لا يخالطه إثم- من علامة قبوله أن يرجع خيرًا مما كان، ولا يعاود المعاصي، فإن رجع خيرًا مما كان عرف أنه مبرور، ومعنى "ليس له جزاءٌ إلا الجنة": أنه لا يقتصر لصاحبه من الجزاء على تكفير بعض ذنوبه، بل لا بد أن يدخل الجنة بفضل الله -عز وجل-. ثالثًا: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سأل رجلٌ النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله: أي الأعمال أفضل؟! قال: "الإيمان بالله"، قال: ثم ماذا؟! قال: "الجهاد في سبيل الله"، قال: ثم ماذا؟! قال: "ثم الحج المبرور". فالحج طبقًا لهذا الحديث من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه -عز وجل- حيث -في سياق واحد- ربط بينه وبين التوحيد وبين الجهاد في سبيل الله، وهو أهم العبادات البدنية والمالية، وذروة الأمر وسنامه. .
عرض المزيد