تحميل كتاب سنابل الخير pdf 2013م - 1443هـ هذه يا باغي الخير، مشروعة الأبواب باذلة الأجر والثواب، فهل من مشمر لجني ثمارها اليانعة، والمساهمة في تجارتها الرابحة، لا تتردد في غرس هذه السنابل المباركة، وتعاهد رياضها النضرة، ورياحينها العطرة. الحقيقة أنّ الإنسان مفطورٌ على حبّ الخير، ففطرته تدعوه إلى فعله، والاجتهاد فيه، كما أنّه عنوانٌ للعقيدة السليمة، والإيمان الصحيح في قلب المؤمن، وهو زادٌ لصاحبه يوم القيامة، فذلك اليوم العظيم لا ينتفع فيه الإنسان إلّا بما قام به من أعمال الخير، أمّا المال والبنون فلا ينفعونه بشيءٍ، وقد بيّن الله تعالى، ورسوله الكريم صلّى الله عليه وسلّم، أنّ عمل الخير مقبولٌ، ولو كان قليلاً، فقد قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: (لا تحقرَنَّ من المعروفِ شيئاً، ولو أن تلقَى أخاك بوجهٍ طلِقٍ)، وقال الله تعالى: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ)،فالإنسان لو قدّم من عمل الخير شيئاً يسيراً، لا يتجاوز حجم الذرة، فإنّه سيرى أثره يوم القيامة، وينتفع به، ويستوي الذكر والأنثى في حثّ الإسلام لهم على عمل الخير، فهو من خصائص المجتمع الإيماني عامّةً، وفيه يقابل الإنسان إنعام الله عليه بشتّى النعم، بإحسانه إلى غيره، وتقديم الخير، والعون لهم. فوائد عمل الخير لعمل الخير، والمسارعة إليه فوائدٌ عظيمةٌ، وثمراتٌ كبيرةٌ مباركةٌ، وفيما يأتي بيان جانبٍ منها:[٧] دليلٌ على حُسن إيمان الإنسان، وصدق يقينه بالله تعالى؛ وذلك لأنّ الإنسان إذا فعل الخير دلّ ذلك على يقينه بيوم القيامة، وعلمه الأكيد بأنّ الله تعالى سيحاسبه على أفعاله، فيثيبه على عمل الخير، ويجزيه خير الجزاء، كما أنّ فعل الخير يدلّ على معرفة الإنسان، وثقته بأنّ الرازق الوحيد هو الله عزّ وجلّ، فلو قدّم من ماله شيئاً من أجل فعل الخير، فإنّ الله سبحانه سيعوّضه عن ذلك. .
عرض المزيد