تحميل كتاب الشعائر الحسينية فى العصرين الاموى والعباسى pdf 2015م - 1443هـ ذكر المؤلف في مقدمته: "إنّ لكل جماعة إنسانيةٍ قيمها العليا، التي تعبر عن حضورها الخاص في التاريخ كما وأنّ لكلٍ أُمة من الأمم شعائر وممارسات خاصة تعبر بها عن خصوصياتها وتحمل في الحقيقة هويتها. وتكون الشعائر بمعناها المطلق الموروث الحضاري المتراكم الذي ينتقل من الأجداد إلى الأبناء في أُطر حضارية مختلفة وتخضع لمؤثرات وخصوصيات معينة سواء كانت تلك المؤثرات دينية أو قومية. أما على الصعيد الإسلامي فإن الإسلام تضمن شعائر كثيرة كان لها أثر كبير في تحديد الهوية الحضارية للأُمة الإسلامية. فمنها ما كان مرتبطاً بأُصول العقيدة والجوانب العبادية والحياة الاجتماعية والسياسية، كمناسك الحج وأعماله التي ترسخ لدى الأُمة عقيدة التوحيد وتعمق الشعور بالانتماء للأمة الواحدة. ولم تكن الشعائر الحسينية إلا قضية إسلامية أصيلة مثلت فريضة من فرائض الإسلام، حيث جسدت تلك الشعائر الإخلاص والحب والتفاني للرسالة الإلهية لما جسده الإمام الحسين (عليه السلام) من مقام الإمامة الإلهية في الأمة، وإنّ سر بقاء الشعائر أنّها مستمرة في خط الرسالة التي اختط منهجها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما خاطب الأمة "حسين مني وأنا من حسين". ولعل في أحد أهداف الشعائر الحسينية أن تستلهم الأمة من عطاء الثورة وأن تعيش أهدافها في بناء المجتمع الصالح الذي تتكون هويته وفق المفردات العقائدية والسياسية التي صاغ مفرداتها الأئمة المعصومون بعد مقتل الإمام الحسين (عليه السلام). ولقد استمدت الشعائر الحسينية قيمها، من عظمة الثورة الحسينية التي استمدت ديمومتها وخلودها من قدسية منجزها وسمو أهدافه فأضحى الحسين (عليه السلام) رمزاً للأمة وانسجام الإنسان مع الحق وأصبحت الشعائر الحسينية مدرسة في توازن شخصية الإنسان المسلم لأنها جسدت له كل معاني العظمة في ترسيخها للمفاهيم الإسلامية. ولقد حفظت لنا الشعائر الحسينية الرسالة الخاتمة من الضياع أو التشويه والتحريف لذلك أراد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) للشعائر الحسينية أنْ تستمر في الزمان والمكان لتؤتي أكلها كل حين. وعلى الرغم من أهمية الشعائر الحسينية وأثرها التاريخي والاجتماعي إلا أنّنا لم نجد أحداً من المؤرخين جعلها موضوعاً لدراسة أكاديمية وافية وقد قامت الاستاذة الفاضلة المشرفة الدكتورة رباب السوداني في أثناء السنة التحضيرية لطلبة الدراسات العليا لعام 2008 / 2009 أن اختارت موضوع الشعائر الحسينية مادة للدراسة، وبعد دراسة الموضوع وتسليط الضوء عليه تبين لنا أنّ معظم الدراسات والأبحاث التي نُشِرت عن الشعائر الحسينية وحتى الان لم تتنأول الشعائر بدراسة تاريخية أكاديمية كاملة تعتمد المنهج الأكاديمي في كتابتها بل اكتفت معظم تلك الدراسات في تسليط الضوء على بعض جوانبه وقد دفعنا هذا إلى اختيار الشعائر الحسينية في العصرين الأموي والعباسي موضوعاً لهذه الرسالة على الرغم من الصعوبات التي واجهناها في كون كتب التاريخ الإسلامي إنّما تهتم في المقام الأول بتسجيل الأعمال والأحداث التي ترتبط بتاريخ الخلفاء والحكام والسلاطين الذين حكموا بلاد المسلمين، ولولا ارتباط بعض ممارسات الشعائر الحسينية في زمن الحكام كالبويهيين والفاطميين الذين حكموا بغداد ومصر لما أهتمت كتب التاريخ برصدها أساساً كما فعلت معظم المصادر التاريخية التي لم تتعرض إلى موضوع الشعائر الحسينية قبل عام 352 هـ / 963م إلا ما جاء عرضاً. وقد اقتضت طبيعة إعداد هذه البحث إلى أن تقسم إلى مقدمة وثلاثة فصول. وقد تضمن الفصل الأول الذي جاء بعنوان (جذرية الشعائر الحسينية) ثلاثة مباحث درسنا في المبحث الأول التعريف بالشعائر الحسينية من حيث معناها في اللغة والاصطلاح. والمبحث الثاني / تنأولنا فيه المرتكز الديني للشعائر الحسينية بشقيه الجانب القرآني أو الروائي الذي جاء عن طريق الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وعرضنا فيه الأدلة التي تنأولها علماء التفسير والحديث في مشروعية الشعائر، والمبحث الثالث / خصص لأخبار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بمقتل الإمام الحسين (عليه السلام) بما جاء عن طريق الصحابيات وأمهات المؤمنين وأخبار الصحابة، والطريق الآخر ما جاء برواية أهل البيت (عليهم السلام) وكذلك أخبار أهل الكتاب بمقتل الإمام الحسين (عليه السلام). أمّا الفصل الثاني والذي جاء بعنوان (أساليب وممارسات الشعائر الحسينية) عرضنا فيه أساليب وممارسات الشعائر الحسينية طيلة الفترة الممتدة من شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) وحتى سقوط الخلافة العباسية وقد اشتمل الفصل على خمسة مباحث. المبحث الأول تنأولنا فيه شعيرة البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) وأشرنا لبكاء الإمام السجاد (عليه السلام) وأهل بيته وما وقع من حالات البكاء العامة من قبل المسلمين وذكرنا بكاء الأئمة (عليهم السلام) المتكرر في ذكرى يوم عاشوراء من كل عام كما وأشرنا إلى ظاهرة البكاء الكوني وأخبار العلماء فيه. أمّا المبحث الثاني فهو عن الشعر الرثائي الحسيني الذي اختص وقيل بحق الإمام الحسين (عليه السلام) وذلك بعد شهادته وتعرضنا لنماذج من بعض ذلك الرثاء والى موقف السلطات منه. في حين تنأول المبحث الثالث المجالس الحسينية التي انعقدت على الإمام الحسين (عليه السلام) والتي باتت تعقد في كل عام بتوجيه من قبل الأئمة (عليهم السلام) ولقد حأولنا جاهدين رصد تلك المجالس وملاحظة تطورها وانتشارها في البلدان الإسلامية طيلة الفترة الممتدة من مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) وحتى سقوط الخلافة العباسية 656 هـ / 1258م. وجاء المبحث الرابع ليتنأول شعيرة الزيارة الحسينية والى فضلها وأوقاتها وأول من وفد إلى زيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام)، ومن قام بزيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام) من الثائرين، والى استمرار شعيرة الزيارة على رغم ما واجهته من ظروف قاسية كما وأشرنا إلى كيفية زيارته من قبل الذين كانوا يفدون من أماكن نائية اذ كانوا يقصدون كربلاء بعد أداء فريضة الحج وكيف كان القبر ملتقى لبعض الدعوات السرية المناهضة لبني العباس. كما وذكرنا من قدم من الخلفاء والملوك والسلاطين والأمراء لزيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام) حتى سقوط الخلافة العباسية. أمّا المبحث الخامس فقد تنأولنا فيه مؤلفي المقتل الحسيني ولقد استطعنا أن نحصي ما يقارب الثلاثين مؤلفاً ممن كتبوا في مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) ولقد راعينا في بحثنا عن المؤلفين فترة الدراسة المحصورة ما بين الدولة الأموية وحتى نهاية الدولة العباسية. أمّا الفصل الثالث الذي جاء بعنوان (الموقف من الشعائر الحسينية في العصرين الأموي والعباسي)، وقد اندرج تحته ثلاثة مباحث. المبحث الأول / الموقف من الشعائر الحسينية في العصر الأموي والذي تنأولنا فيه موقف السلطة الأموية من اقامة هذه الشعائر. أما المبحث الثاني / الموقف من الشعائر الحسينية في العصر العباسي فقد تنأولنا فيه موقف السلطة العباسية من الشعائر وعلى طول الفترة الممتدة من قيام الخلافة العباسية 132هـ / 749م وحتى سقوطها عام 656هـ / 1258م ولقد ابرزنا فيه مواقف الخلفاء من الشعائر والتي كانت متباينة ولم تتسم بموقف واحد يعبر عن توجه الخلافة، انما جاءت بمواقف مختلفة تعبر عن موقف هذا الخليفة أو ذاك تبعاً للتأثيرات السياسية والفكرية المحيطة به وتنأولنا فيه كذلك موقف العامة من الشعائر الحسينية في بغداد كونها عاصمة الخلافة العباسية والتي كانت تصل الفتن بها إلى حد المصادمات الطائفية والاقتتال، كما تنأولنا فيه المواقف من الشعائر الحسينية في بقية أرجاء العالم الإسلامي". أقرأ أقل .
عرض المزيد