تحميل رواية اللؤلؤة التي كسرت محارتها pdf المعاناة تعرفكِ، تبحث عنكِ، وفي النهاية ستجدكِ.
لا يهم أين تختبئين، لا يهم كم بنيتِ حولكِ من أسوار، لا يهم في أي طبقة اجتماعية وضعتِ نفسكِ، المعاناة لا تعترف بكل ذلك، لديها طريقتها في إيجادكِ.
أفغانستان، ذلك البلد الحزين الذي كُتب عليه أن يعاني تحت وطأة الاحتلال والتعصب والعادات والقيم المزيفة، البلد الذي يُحدد فيه مصيرك منذ ولادتك؛ إما أن تكون ذكرًا فتُفتح لك الأبواب على مصراعيها، وإما أن تكوني أنثى فيكون مصيركِ الوحيد هو العبودية.
عائلة أفغانية عادية، الأب رجل يمارس كل ما يمارسه الرجال من قسوة، والأم الخاضعة للأب تترك العنان له كي يتصرّف في بناته الخمسة كما يشاء.
خمسة بنات حُرمن من التعليم، من ممارسة طفولتهن، من اللعب في الشارع، من الذهاب للسوق، من التصريح بآرائهن، كل ما عليهن فعله هو السمع والطاعة.
الأب، الذي يشعر بالعار لأنه أنجب الإناث فقط، ولرغبته في أن يساعده شخص في أمور الحياة اليومية، يوافق مُكرهًا على اقتراح لإعادة إحياء عادة أفغانية قديمة هي "الباشا بوش"، أي أن يختار طفلة من طفلاته ليحوّلها إلى ذكر؛ عليها أن ترتدي ملابس الأولاد، تمشي كما يمشي الأولاد، تتحدث كما يتحدّث الأولاد. يختار من بناته "رحيمة" التي، بعد أن تقص شعرها، تتحوّل إلى "رحيم".
تفاجأ الفتاة الصغيرة بهذا الكم من المميزات التي يمنحها كونك ذكرًا.
لم يكن الأمر مختلفًا في الماضي، فـ "شكيبة"، جدة البنات الخمسة، والتي تشوّه وجهها بفعل حادثة مؤسفة، كانت هي أول "باشا بوش" في العائلة، ساعدت والدها في الزراعة، وفقدت كل حقوقها بعد أن رحل عنها الجميع.
تحاول أن تنجو بنفسها، تحاول إيجاد متسعًا للحياة، لكنها تكتشف أن المجتمع والعادات والقوانين أقوى من كل محاولاتها.
رواية تحكي عن أفغانستان الحزينة، عبر نافذة المنزل المُطلة على الشارع الذي يمتليء برجال مسلحين يبحثون عن تفريغ للغضب والإحباط، ويستسلمون لنزوة القتل كما لو أنها النجاة.
شكرًا لدار كلمات، وشكرًا للأستاذة إيمان حرز الله للترجمة المميزة.