تحميل كتاب نماذج من رسائل الائمة السلف وادبهم العلمي pdf هذا جزء لطيف ماتع، جمع فيه "نماذج من رسائل الأئمة السلف وأدبهم العلمي"، أورد ثلاث رسائل لثلاثة من الأئمة المجتهدين في القرن الثاني من الهجرة:الأولى: رسالة الإمام أبي حنيفة الكوفي، المتوفي سنة 150، إلى فقيه البصرة الإمام عثمان بن مسلم البتي البصري، المتوفي سنة 143، رضي الله تعالى عنهما. كتبها الإمام أبو حنيفة إجابة عن رسالة أرسلها إليه عثمان البتي، يسأله فيها عن رأيه في مسألة الإيمان، ويذكر له أنه بلغه أن أبا حنيفة مرجئ، فأوضح له الإمام أبو حنيفة رأيه في المسألة، ببيان علمي متين من غير إيجاز ولا إطناب، وتبرأ فيه عن الإرجاء، وقال: إنه تسمية -وافتعال- عليه من أهل شنان وعدوان.الثانية: رسالة الإمام مالك بن أنس المدني، المتوفي سنة 179، إلى فقيه مصر الإمام الليث بن سعد الفهمي المصري، المتوفي سنة 175، رضي الله تعالى عنهما. يوجهه فيها إلى فضل المدينة وعلمائها، وأهمية الأخذ بتعاملهم والعمل المتوارث فيما بينهم، وضرورة الاجتناب من مخالفة فتاويهم.الثالثة: رسالة الإمام الليث بن سعد إلى الإمام مالك بن أنس رضي الله تعالى عنهما. أجاب بها عن رسالة الإمام مالك المذكورة، وبين عذره في ترك فتاوى أهل المدينة فيما تركها، وسرد أيضاً أشياء من فتاويهم ينكرها عليهم لأدلة لاحت له.وفي هذه الرسائل نماذج حسنة لأفكار علماء القرن الثاني ومحاوراتهم في بعض المسائل الاعتقادية وطائفة من المسائل الفروعية، ونماذج لأدبهم واحترام بعضهم لآراء بعض، وفيها أيضاً أمثلة رائعة لما كان عليه السلف من الحفاظ على التواد والتآخي مع اختلافهم في المسائل العلمية، وشدة المراعاة للألفة والمحبة بينهم، مع إظهار ما يراه كل واحد أنه الحق الذي ينبغي المصير إليه.وفيها أيضاً أمثلة حية تعبر عن منهج السلف في البحث عن المسائل العلمية من التناصح بقرع الحجة بالحجة من غير إغلاظ في القول ولا انتقاص في التعبير، مع الاجتناب والبعد التام عن السب والشتم والتسفيه والتجهيل، والتفسيق والتبديع والتضليل، إذ كانوا يعرفون -حق المعرفة- أن المسائل الاجتهادية لا تتخذ مثار شقاق وتفريق، ولا مثار جدل وتعنيف.
عرض المزيد