تحميل كتاب الزمان والسرد الجزء الاول الحبكة والسرد التاريخي pdf يشكـّل كتاب "الزمان والسرد" واحداً من أهم الأعمال الفلسفية التي صدرت في أواخر القرن العشرين، حتى لقد وصفه المنظر التاريخي "هيدن وايت" بأنه أهم عملية تأليف بين النظرية الأدبية والنظرية التاريخية أنتجت في قرننا هذا. وارتأى باحثون آخرون أنه يشكـّل قمة من قمم الفلسفة الغربية يضفي فيها "ريكور" دماً ولحماً على نظرية "كانط" في الخيال المنتج، ويعطي تطبيقاً سردياً لنظرية "هيدغر" في فهم الزمان الأنطولوجي. يقع الكتاب في ثلاثة أجزاء: يراجع "ريكور" في الجزء الأول، المفهوم الغربي عن علاقة الزمان بالسرد، وهو يقع في قسمين: يعنى القسم الأول، وهو بعنوان "دائرة السرد والزمانية" بمراجعة القديس أوغسطين عن الزمان. ويحلّل القسم الثاني، وهو بعنوان "التاريخ والسرد" الإشكالية التي تقوم عليها الكتابة التاريخية باعتبارها استمراراً للأنطولوجيا التي تقوم عليها الكتابة السردية عموماً. الناشر إن البحث عن الحقيقة هو ما يميـّز عمل المؤرخ، غير أن التاريخ عبارة عن أحداث متعددة تعرفها مجموعة من البشر، ونحن نعرف بأن المدرسة التاريخية الفرنسية الجديدة، مدرسة الحوليات قد أدارت ظهرها للحدث وغيبته من اعتبارها، في حين أن ريكور يعود إلى الحدث التاريخي ويربط بينه وبين الحبكة القصصية. فالتاريخ يقوم على عمل شامل ومكتمل ولو بعد حين، ويمرّ بالمراحل الثلاث التي تقوم عليها علاقة السرد بالزمان: الزمن المعاش مباشرة بالممارسة وزمن الحبكة والعقدة والتصوير الإبداعي، وزمن تلقـّي العمل الإبداعي وعيشه من قبل قارىء، والأهم في كل هذا هو الطابع الدينامي لعملية الصياغة، وهي اللحظة النقدية في عمل المؤرخ، وهذا التماثل بين أحداث العمل الأدبي والأحداث التاريخية تبقي التاريخ ضمن دائرة السرد، فتحافظ بالتالي على البعد التاريخي نفسه. من الواضح هنا أن ريكور يعيد الاعتبار للتاريخ التقليدي السابق لمدرسة الحوليات الفرنسية والذي كان يقوم على سرد ما يسمى الوقائع أو الأحداث التاريخية، وعلى ترابطها الزمني. هذا التاريخ الذي أطلق عليه بلهجة فيها بعض الازدراء، تاريخ سرد الوقائع (histoire evenementielle).جورج زيناتي
عرض المزيد