تحميل كتاب بين صوتين pdf كيف يكتبُ الحوار؟
تمثّل كتابة الحوار تحديّا حقيقيًا لكاتب الرواية؛ فهي ترتبطُ بجُملة من الخياراتِ الفنيّة بالغة الدقّة، التي يجدُ الكاتب نفسه مضطرّا للمفاضلة بينها، عن طريقِ المحاولة والخطأ، فيما يشبه العمل المختبري، التجريبي، الذي يستغرقه عشرات المحاولات من الكتابة والمحو، حتى يصل إلى الصيغة المطلوبة.
إن "الكتابة الأدبية ليست سوى نجارة"، كما يقولُ ماركيز، وعليهِ فهي تتطلب حرفيةً عالية، ووعيًا حادًا، بطبيعة القرارات الفنيّة التي يجدر بالروائي اتخاذها ليخرج عمله بالشكلِ المطلوب. وأحد أهم الأسئلة التي تعترضُ طريق الروائي داخل نصّه؛ سؤال الحوار.
هذا الكتاب، هو محاولة في هذا الطريق.
الزوار ( 9503 )
شارك هذا الكتاب
أضف مراجعة
تحميل المزيد
أضف إقتباس
- توجدُ لحظاتٌ يشعرُ فيها المرءُ بأنه مُلهَمٌ لكتابة ما يكتُبه، أنّ الأمور تجري على نحو مثاليّ، سماويٌ وخارق! ولكنّها لحظات استثنائية، عابرة، والرواية في أكثرها... يكتُبُها الكدحُ، لا الإلهام.
- إنّ جاذبية الرواية تكمن في كونها "تأويلاً" للواقع، وليست مرآة له، ولو كان الروائي مجرّد ناقل للواقع، لانتفت الصفة الفنية عن الرواية.
- نجاحُ الحوار قد يأخذ الرواية إلى الخلود، بإمكان سطرٍ حواريّ أن يعبر الزمن ليصير جزءًا من وجداننا الجمعي وتكويننا الثقافي. جميعُنا نحفظ، مثلاً، لغسّان كنفاني:" الوطن يا صفية.. هو ألا يحدث ذلك كلّه" حتى الذين لم يقرؤوا الرواية يعرفونَ هذه العبارة
- إن أكبر تحديّات الكتابة الحوارية هي تلك المتعلقة باستجلابِ صوت الشخصية؛ واضحًا ونقيًا ومتمايزاً عن بقيّة الشخصيات.