تحميل رواية قربان أخير pdf حائط كبير ممتلئ بصور ضحايا من الرجال والنساء قبل وبعد ذبحهم , اعمارهم مختلفة و طبقاتهم الاجتماعية متباينة , اكبرهم سنا 50 عام واصغرهم 22 عام , طريقة الذبح كانت قاسية للغاية كادت أن تفصل رأس احد الضحايا عن باقى الجسد , جرائم القتل تعود الى شخص واحد من دون شك ويرجح انه “ذكر فى ريعان شبابه” كما جاء فى تقرير الطبيب الشرعي , يستخدم يده اليسرا بمهارة كبيرة للغاية , جميعهم ذبحوا بنفس اداة الجريمة.
اخذ يقلب عينيه على جميع الصور محاولا ايجاد رابط بين الضحايا , دخن الكثير من السجائر حتى امتلآت الغرفة بالضباب واصبحت الرؤية شبه منعدمة , طرق أحدهم الباب ثم فتح الباب ودلف الى الغرفة وهو يصدر سعال متكرر وقال لذلك الشاب الجالس خلف مكتبه يرتدى بدلة ضابط ويحمل ثلاثة نجوم اعلى كل كتف وهو مازال ينظر الى الصور بتمعن…
_ انت بتنتحر ولا اية يا مراد باشا ؟.
نظر النقيب (مراد) الى من كان يتحدث ثم عاد بنظره الى ذلك الحائط الذى يمثل اكبر لغز قابله طوال حياته المهنية , تحرك ذلك الشاب واخذ يفتح الشبابيك كى يخرج الدخان المتكتل فى كل ارجاء الغرفة ثم عاد ليجلس امام المكتب من الطرف الاخر وقال..
_ انت شكلك كنت بايت هنا من امبارح , اية يا مراد هى اول قضية تكون صعبة هتمر علينا ولا اية؟
امسك مراد بعلبة السجائر من اعلى المكتب فوجدها فارغة , طبقها بعصبية ثم تركها مكانها وقال …
_ معاك سجاير؟
اخرج ذلك الشاب علبة سجائر جديدة واعطاها الى مراد الذى امسك بها وسحب سيجارة واشعلها وقال…
_فى حاجة غريبة اوى يا سراج فى القضية دى , مفيش اى رابط بين اى ضحية والتانية , القاتل بيختار بعشوائية ودة مش منطقي , كل التحقيقات والتحريات اثبتت أن كل المجني عليهم عمرهم ما قابلوا بعض حتى لو صدفة, انت متخيل يعنى ايه 8 جرائم قتل تحصل بالسرعة دى وبنفس الاداة ولناس مفيش بينهم اى علاقة , القاتل بيقتل من اجل القتل وبس , مش ذى اى حاجة شوفناها او حتى سمعنا عنها او درسناها ايام