تحميل كتاب لا أعلم هويتي - حوار بين متشكك ومتيقن pdf لقد أخزى الباطل أهله، فتخلف عن الزحف، واختفى وقت الحاجة، وزهق عند اللقاء، وما صمد في القتال ساعة، وأخزى الحق أهل الباطل، فاشترط على طالبيه الصبر، وحفّت صراطه صنوف المكاره، وكشف لسالكيه عن رؤوس الفتن، فساروا غراء يحملون الجمر. واحتار المبطلون بين باطل يخذلهم إذ يطلبونه، وحق يقهرهم إذ لا يصبرون عليه! ما يفعلون؟!
ليس ثم فرصة للتراضي، والتقارب دعوة المخذول، والباطل يسري في خلسة اللصوص، يجذب الذباب إلى مجاريه، فإذا بالأثر قد دل على المسير، ويقوم ركن الحق شديدا، وبصره حديدا، وقوله ظاهرا، وصارمه قاطعا، يضطر الباطل إلى أضيق الطريق، ولا يظهر للباطل فسحة مناص، يرى حتفه دون أنفه، فيدفع دفع مستدبر جرف هار، وما يلبث إلا قليلا، حتى يخذله قصر نفسه، فلا يبقى من ذكره إلا أنه قد كان.
****
الكتاب عبارة عن حوارٍ حقيقيّ بدأ بسائلٍ ملحدٍ يقول "أحس بوجود خالقٍ في نفسي، ولكنني ما زلتُ غير مقتنع"، وانتهى به وهو يقول "بحقِّ من رفع السماء بغير عمدٍ، إن حلاوة الإيمان ما بعدها حلاوة، آهٍ على تلك السنوات التي مرت من عمري وأنا بعيدٌ عن طريقكم، قد يسألني البعض عن عمري، لوددت القول أنني بهذا اليوم بلغتُ عامي الأول، عامي الأول بالإسلام، وعامي بالإيمان، وعامي بالراحة النفسية، وعامي بالسعادة التي تغمر قلبي"!