تحميل رواية دموع على سفوح المجد pdf "تنهد سعد وقال: اطمئن.. قد تحتاج لصفح الآخرين إلا عصاماً.. فما كان الحقد ليجد طريقاً إلى نفسه.. لقد كانت الإساءات -مهما عظمت- تضيع في خضم قلبه الكبير، وتتلاشى.. إنسان يحمل على كاهله هموم الناس وآلامهم لن يجد في قلبه متسعاً ليكره أحداً. رحمه الله.. سمعت عن آماله الكبيرة فهزئت منها.. لقد كان فيما مضى هدفاً لسخريتي، واليوم أمسى مثلاً وضيئاً أتلمس خطاه. قال سعد في شرود حزين: رحمه الله.. نسجنا الأحلام معاً، وهندسنا المطامح، ورسمنا الدروب.. ليلة الحادث كان عندي.. كنا نخطط لمشاريع المستقبل.. كان شعلة من الاندفاع والحماس.. اتفقنا على إنشاء صندوق لمكافحة السرطان ليكون في المستقبل رافداً قوياً لكل المشاريع والمؤسسات التي تساهم في القضاء على هذا المرض الفتاك.. حلمنا بإنشاء جمعية وطنية لمكافحة السرطان، ومركزاً لأبحاث السرطان، ومستشفى لمعالجة السرطان و.. وفجأة.. اختفى رائد كل هاتيك الطموحات.. لقد كان خسارة فادحة لا تعوض. هتف صفوان في حماس: سعد..بودي لو أقدم شيئاً.. إني مدين لعصام بصحوتي هذه وقد حق الوفاء.. سوف أسعى لتحقيق كل آماله.. أنا أملك المال وأنت تملك الفكرة والطموح.. فلنكن يداً واحدة.. نحن وبقية الأصدقاء.. سننشئ الصندوق الذي كان يحلم به عصام.. وسنسعى لإنشاء الجمعية.. ومركز الأبحاث.. والمستشفى.. أجل.. لا يوجد شيء مستحيل.. بودي لو أفعل شيئاً يا سعد.. شيئاً عظيماً أكفر به عن ذنوبي، وأخدم به ديني وأمتي ووطني... كان سعد يصغي إلى صفوان في سرور عارم وقد تألقت على ثغره ابتسامة حب وإعجاب، ولمعت في عينيه فرحة طاغية، وأحس بروح عصام وهي تخفق من جديد...".
لوحة حزينة من صميم الحياة التقطت أحداثها من بحر النسيان، فحملتها إلى شطآن الذاكرة، فجففتها بمداوي وغلفتها بكلماتي بعد أن أعدت إليها بعض معالمها الضائعة، وعمقت فيها بعض الخطوط والألوان، ثم وضعتها في متحف الأيام، عبرة بالغة لمن أراد الاعتبار.